حقائق عن الاحتفال بالسنة الميلادية

في الوقت الذي يضِجُّ العالم المسيحي بموجة الاحتفالات بعيد الميلاد وبداية سنة ميلادية جديدة، تبرز حقائق مجهولة لدى غالبية المسيحيين الغربيين، ويعرفها المسيحيون العرب.. ومن هذه الحقائق: 

1. اعتراف وتقدير المسلمين للمسيح عليه السلام ورسالته الأصلية- قبل أن يدخل التحريف جل الأناجيل- واحتفاؤهم بميلاده مع أنه لم يثبت تاريخيا أن كان ذلك في الخامس والعشرين من دجنبر كما تثبت الدراسات العلمية.. فالمدارس المسيحية مختلفة أصلا في تحديد تاريخ الميلاد، فالكاثوليك، والبروتستانت، والأرثدوكس كل منهم له تاريخ خاص به..

2. الحقيقة الثانية، هي أنه بالمقابل، لا يعترف أصحاب العقائد الأخرى كالمسيحية واليهودية برسالة الإسلام وحسب، بل إنهم يحاولون الإساءة إلى محمد صلى الله عليه وسلم وتشويه صورته وسمعته، ولا يزال اليهود والنصارى، منذ أمد بعيد مسخرِّين جميع ما لديهم من قدرة، مستجمعين ما لهم من طاقة وقوة للسخرية والاستهزاء بدين الإسلام، غير أن السخرية تأخذ أشكالا متنوعة، من كتابة وتأليف وأفلام وفكاهة.. مع أن ذلك يخالف أبسط تعاليم المسيح عليه  الصلاة والسلام، لأنه- والنصوص المنسوبة إليه- يرفض إثارة العداوة والبغضاء، وهو أصلا رسول المحبة والسلام، إضافة إلى أن رسالته وكل الرسائل السماوية تدعو إلى تعاون وتآلف الشعوب لا إلى تحاربها وتباغضها..

3. الحقيقة الثالثة هي أن طريقة احتفال القسم الأكبر من المسيحيين هذه الأيام تتنافى مع تعاليم المسيح وأية عقيدة دينية، لأن ذكرى الميلاد هي مناسبة تذكر المصاعب والآلام التي عناها المسيح عليه السلام والتضحيات التي قدمها من أجل تبليغ الهدى الذي جاء به للناس آنذاك.. وبهذا فإنه ليس من المسيحية الاحتفاء بالميلاد بالسُّكر والعربدة والمجون والصخب، وما ينجم عن ذلك من حوادث عنف واصطدامات وسائل النقل ومشاحنات الجماعات والأشخاص مما تثبته إحصائيات أعياد الميلاد ورأس السنة كل عام..

4. مقابل هذا، حين يحتفي المسلمون الأحرار[ المتخلصون من التبعية العمياء للغرب وأذنابه] بذكرى الميلاد، يذكرون نبي الله عيسى وما قاساه- والتذكر والاستذكار عبادة- وهي أقرب إلى المسيح وما أراد أن يرسيه بين الناس بعكس طريقة أبناء "حضارة الغرب" التي تسكت عن أوضاع العالم الهمجية ومن أبرز أمثلتها التسلط الصهيوني واليهودي في الديار المقدسة بفلسطين، والإذلال المستمر لشعوب أخرى.. من لدن ممثلة الاستكبار العالمي والطغيان البربري الحديث للألفية الثالثة..

                                                         *****  

 هذه الحقائق يجب أن يشرحها المسلمون الأحرار الذين يحتكون بالمسيحيين من العرب وغير العرب، ويوضحوا لهم المفارقة بين موقفي الطرفين، وضرورة أن يقف المسيحيون موقفا محبا تجاه النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) مثلما يفعل المسلمون بتقديرهم لعيسى وكافة رُسل الله عليهم السلام.. قال تعالى: (كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، لا نفرق بين أحد من رسله)[البقرة 284]

كما أن عليهم أن يشرحوا للمسلمين المستلبين حضاريا والذين انجرفوا وراء التبعية للغرب المسيحي أن العزة في دينهم، وهو دين التسامح والسلام والحب والإخاء والتعاون.. دين الفطرة والوسطية العظمى.. دين الحرية والاستقلالية الإيمانية.. كما يجب أن ينبهوهم بضرورة تغيير طرق الاحتفاء والاحتفال بذكرى الميلاد، وجعلها وفق ما يحب الله تعالى ويرضى، وأن مرور سنة ميلادية لا يعني انصرام سنة وإقبال سنة جديدة فقط إنما هي سنة شاهدة عليهم يوم القيامة بما اقترفت أيديهم فيها من أعمال، فإن كانت خيرا فخير وإن كانت غير ذلك " فلا يلومنَّ المرء إلا نفسه".. عليهم أن يعلموا أن إقبال سنة ميلادية جديدة يعني مسؤولية جديدة، وأن الله تعالى قد أمهلهم عمرا جديدا فناظر ما هم فاعلون فيه..

تعليقات